الاثنين، 5 يناير 2009

بكر أبو زيد ومحروس كافيه



بكر أبو زيد ومحروس كافيه

كانت محروس كافيه منذ أيامها الأولي تهتم إهتمام خاص بمبحثين هامين جداً وهما أدب طلب العلم وطرق تحصيله ، وباب الاجتهاد والتقليد في أصول الفقه

وبعد فترة من قراءة أمهات الكتب أو ما استطاعت يدي أن تحمله أو عيني أن تراه من الكتب التي تتحدث عن الموضوعين السابقين

ظنت محروس كافيه أنها قد حصلت ما يجب وما يكفي بل ما يستطاع من العلم في أدب طلب العلم وطرق تحصيله

حتي أطلعت علي الكتاب الماتع حلية طالب العلم للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد

عندها بهر الرجل عقلي وزادت قناعتي أن الأمر ليس مجرد كتب تقرأ ووقت يمر في القراءة

خاصة وأن الكتاب حلية طالب العلم صغير في عدد الورق ولكنه له طعم خاص ، و غزير الفائدة

زاد من شغفي بالرجل بعدما طالعت ترجمته أنه من تلامذة العلامة الشنقيطي وما أدراك ما الشنقيطي
هذا البحر العميق والجبل الأشم

فبدأت محروس كافيه تعد وتحضر ترابيزة خاصة جدا للامام بكر أبو زيد
وبالطبع كانت بجوار ابن عثيمين وابن تيمية رحمة الله علي الجميع

ومن أروع ما قرأته لبكر ابو زيد

المدخل المفصل إلي فقه الامام أحمد ابن حنبل
وهو كما قال الشيخ فيه يصلح مدخل لداسة أي مذهب

وهو مع روعته لايغني عن تحفة ابن بدران
المدخل لدراسة مذهب الامام أحمد ابن حنبل

فكتاب ابن بدران لا يستغني عنه
وكما تلاحظ أن العباقرة لا تدخل محروس كافيه بهدوء وسكينة
لا لا لا
إنها تدخل محروس كافيه إثر إنفجار مدوي محطما بعض الاوهام التي كانت تسيطر علي محروس كافيه
وكلما مرت الايام دخل علينا أحد العظماء وحطم أوهامنا أننا نعرف شئ أو نصلح لشئ
الله ارحم علماء المسلمين جميعاً وجازهم عنا خير الجزاء
وجازي عن كل من استفدنا منه خير الجزاء

الأحد، 4 يناير 2009

ابن عثيمين ومحروس كافيه



ابن عثيمين ومحروس كافيه

كانت من أروع أيام الحياة حين أتذكر ذلك الشغف الذي ملأ محروس كافيه بعدما دخلها ابن عثيمين

وابن عثيمين رحمه الله ظهر في وقت حرج وقام بمهمته خير قيام ، ولكن ماهي مهمة ابن عثيمين

الأصل في العلوم الشرعية هي أن تأخذها عن شيخ لا عن كتاب حتي لايقع التصحيف في الفهم والخطأ في التطبيق ، وكم من أمثلة نتذكرها لمشايخ وطلبة علم كبار وماهي إلا تصحيفات في الفهم

لذا كان لابد من وجود عالم رباني علي طراز فريد يقرب العلوم الشرعية وينقلها نقلة نوعية للجيل الحالي
فكان هذا ابن عثيمين

فقد درس الفقه والعقيدة والاصول والنحو والتفسير والمصطلح والقواعد الفقهية وشرح كتب السنة و...

في كل واد من أودية العلم المبارك كان له يد طولي تقرب العلوم

كما أن ابن عثيمين رحمه الله المدخل الرسمي لشيخ الاسلام ابن تيمية وليس بخاف أهمية ابن تيمية في الفكر الاسلامي حتي أن ابن عثيمين
رحمه الله ذكر أنه لم يخالف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله إلا في 6 مسائل فقط

فمعرفة رأي ابن عثيمين هو رأي ابن تيمية في الغالب والعكس

لذا يجب علي كل طلاب العلم والدعاة الاهتمام الخاص بتراث ابن عثيمين رحمه الله

حتي نكمل ما بدأه ابن عثيمين وبالتالي تستطيع الاجيال القادمة من خروج طبقة من طلبة العلم والعلماء المجتهدين

بعد ابن عثيمين وابن تيمية
إن انضم إلينا ابن قدامة بالمغني
وابن حجر العسقلاني بفتح البارئ
وابن حزم بالمحلي

هنا يقف طالب العلم علي منارة عالية تغنيه عن النظر في كثير جدا من الكتب
وهذا كافي جدا لبلوغ منزلة الاجتهاد

لهذا كله كان ابن عثيمين وابن تيمية منارة محروس كافيه ولهما الفضل الأعظم في كل خير وكل نور وثقافة ومنهج تفكير أصاب محروس كافيه

السبت، 3 يناير 2009

إذا كان ابن تيمية ... فأين الخلل ؟


إذا كان ابن تيمية ... فأين الخلل ؟

إذا كان ابن تيمية هو العنوان الرسمي لكثير من التيارات الاسلامية ليس في زماننا فقط
فأين يقع الخلل ؟

تقتات التيارات الاسلامية منذ وجد شيخ الاسلام في القرن السابع الهجري إلي الآن علي ما تركه شيخ الاسلام من علوم ومعارف و من جهود ومواقف وترفع راية شيخ الاسلام كعنوان لها ولكننا لا نري تقدم حقيقي علي أرض الواقع والسبب في ذلك هو :

أولا : نحن نحصل علوم ابن تيمية ونناظر ونجادل في القضايا التي قتلها شيخ الاسلام ابن تيمية بحثا
ولا نبحث أو نناظر ونجادل في قضايا عصرنا نحن
فشيخ الاسلام ابن تيمية كان في عصره عدة مشاكل فكرية شمر لها ابن تيمية عن ساعد الجد وقضي عليها ونحن في دراستنا لتراث ابن تيمية علينا أن نخرج منه بعقلية ابن تيمية ومنهجه في التفكير والتنظير ونواجه بتلك العقلية مشاكل عصرنا نحن وهذا لم يحدث

ثانيا : هناك بعض القضايا التي تناولها شيخ الاسلام وقضي عليها ولكننا مع الاعتراف الكامل لشيخ الاسلام بإمامته لكننا تجاهلنا كلامه أو تناسيناه أو أهملناه عن ضعف مننا أن نجزم لواقعنا بحلول أو نبدع له ترياق
من هذه المسائل مسئلة شديدة الاهمية والخطورة وهي ما قرره شيخ الاسلام في كتابه الرائع درءء تعارض العقل والنقل
في حين قرر شيخ الاسلام أنه لا تعارض بين العقل والنقل وعني بالنقل الصحيح والعقل الصريح
إلا أننا حملنا راية وعنوان " تقديم النقل علي العقل "
شيخ الاسلام يري أنه لا يوجد تعارض
أما الاجيال الباقية تري وجود تعارض وأنه يجب أن يقدم النقل علي العقل
وهذه مقولة ليس لها محل من الاعراب بل أن رفعها يدل علي الضعف في فهم معني النقل وعدم قدرة العقل علي الحوار
وتلك المقولة كبلت العقل بقيود من حديد وجعلته في سجن بعيد عن أرض الواقع بدعوي تقديم النقل

ومن يحمل مثل تلك الراية إن ناقشته في فهمه للنقل تجد الخلل البين الواضح في فهم النقل

وأرجع إلي ابن تيمية الذي قال بعدم التعارض أتراه يحترم النقل أم لا
نعم بل كان لا يلفظ لفظا وصفيا إعتقاديا إلا لأن هناك نص به
مثل نفي التشبيه والتعطيل و....

أذن فالقول بعدم التعارض قول يحترم النقل
ولك كلام ابن تيمية وهو من أروع ما يكون في باب الاسماء والصفات في رسالته المبهرة المسماة بالرسالة التدمرية

وفيها يقول " أن العلم باسماء الله وصفاته وعلم الغيب لا يحصل إلا بثلاث أشياء
أولا : رؤيته
ثانيا : رؤية المثل
ثالثا : إخبار الثقة

فالكلام علي الله سبحانه وتعالي وأسماءه الحسني وصفاته العلي لا يتم إلا برؤية الله وهذا لم يتم لأحد في دار الدنيا
أو رؤية المثل والله سبحانه وتعالي ليس له مثل أو نظير

فلم يبق إلا إخبار الثقة
وهو هنا إخبار النبي صلي الله عليه وسلم وما أخبرنا به الله تعالي عن نفسه في كتابه العزيز

هذه هي منزلة النقل أو النص

وعلينا أن نحرر العقل من سجنه ونعمله فيما خلق لأجله نفهم به معني كلام الله ورسوله ونطلقه في مشاكل عصرنا ليجد لها حلول

لماذا ابن تيمية ؟


يوميات ابن تيمية 2

لماذا ابن تيمية منذ أن دخل محروس كافيه حتي أحتل منها مكانة سامية بل أسمي مكانة مع أعظم العظماء
بداية حكاية ابن تيمية مع محروس كافية هي جزء من حكاية شيخ الاسلام ابن تيمية مع أشخاص وأماكن عدة
بل أستطيع الجزم بأن لابن تيمة ذلك النفوذ الطاغي علي كل من يقف معه يتناقش
مما أذكر من حكاية لابن تيمة مع طلاب أومشايخ وعلماء

هو موقف د محمد خليل هراس

وكان يعادي شيخ الاسلام ابن تيمية وكان يحضر دراسة ينقد فيها ابن تيمية وما لبث أن بدأ دراسته لابن تيمية حتي أعجب به وتحول إلي مدافع منافح عنه
ومن يقرأ كتابت الشيخ هراس يجد تأثره بابن تيمية

ولكن ما السر في ذلك ؟
السر في ذلك ان إبن تيمية توفرت فيه المعايير القياسية التي لم توجد إلا لقلة من الاشخاص عبر تاريخنا كله
وهي:
أولا: سلفية المعتقد (سلامة المعتقد)
ثانيا: بحر في العلوم
ثالثا: موسوعي في المعرفة
رابعا: مجاهد باليد مشارك في الحروب
خامسا: مجاهد باللسان قائد للتغيير
سادسا : حرا طليقا في الاجتهاد والاستنباط
سابعا:زاهدا عابدا عينه علي الآخره

وهذا غيض من فيض في صفات ابن تيمية وسبب نفوذه الطاغي في تاريخ الاسلام

تلك التركيبة الفريدة التي تمتع بها شيح الاسلام رحمه الله من الخطأ الفاحش هي تأويل منزلة شيخ الاسلام بالعلم فقط

وتلك الغلطة الشنيعة التي طالما أقترفتها ألسن الدعاة
فابن تيمية هو العالم الرباني العابد المجاهد المجتهد المبدع