السبت، 3 يناير 2009

إذا كان ابن تيمية ... فأين الخلل ؟


إذا كان ابن تيمية ... فأين الخلل ؟

إذا كان ابن تيمية هو العنوان الرسمي لكثير من التيارات الاسلامية ليس في زماننا فقط
فأين يقع الخلل ؟

تقتات التيارات الاسلامية منذ وجد شيخ الاسلام في القرن السابع الهجري إلي الآن علي ما تركه شيخ الاسلام من علوم ومعارف و من جهود ومواقف وترفع راية شيخ الاسلام كعنوان لها ولكننا لا نري تقدم حقيقي علي أرض الواقع والسبب في ذلك هو :

أولا : نحن نحصل علوم ابن تيمية ونناظر ونجادل في القضايا التي قتلها شيخ الاسلام ابن تيمية بحثا
ولا نبحث أو نناظر ونجادل في قضايا عصرنا نحن
فشيخ الاسلام ابن تيمية كان في عصره عدة مشاكل فكرية شمر لها ابن تيمية عن ساعد الجد وقضي عليها ونحن في دراستنا لتراث ابن تيمية علينا أن نخرج منه بعقلية ابن تيمية ومنهجه في التفكير والتنظير ونواجه بتلك العقلية مشاكل عصرنا نحن وهذا لم يحدث

ثانيا : هناك بعض القضايا التي تناولها شيخ الاسلام وقضي عليها ولكننا مع الاعتراف الكامل لشيخ الاسلام بإمامته لكننا تجاهلنا كلامه أو تناسيناه أو أهملناه عن ضعف مننا أن نجزم لواقعنا بحلول أو نبدع له ترياق
من هذه المسائل مسئلة شديدة الاهمية والخطورة وهي ما قرره شيخ الاسلام في كتابه الرائع درءء تعارض العقل والنقل
في حين قرر شيخ الاسلام أنه لا تعارض بين العقل والنقل وعني بالنقل الصحيح والعقل الصريح
إلا أننا حملنا راية وعنوان " تقديم النقل علي العقل "
شيخ الاسلام يري أنه لا يوجد تعارض
أما الاجيال الباقية تري وجود تعارض وأنه يجب أن يقدم النقل علي العقل
وهذه مقولة ليس لها محل من الاعراب بل أن رفعها يدل علي الضعف في فهم معني النقل وعدم قدرة العقل علي الحوار
وتلك المقولة كبلت العقل بقيود من حديد وجعلته في سجن بعيد عن أرض الواقع بدعوي تقديم النقل

ومن يحمل مثل تلك الراية إن ناقشته في فهمه للنقل تجد الخلل البين الواضح في فهم النقل

وأرجع إلي ابن تيمية الذي قال بعدم التعارض أتراه يحترم النقل أم لا
نعم بل كان لا يلفظ لفظا وصفيا إعتقاديا إلا لأن هناك نص به
مثل نفي التشبيه والتعطيل و....

أذن فالقول بعدم التعارض قول يحترم النقل
ولك كلام ابن تيمية وهو من أروع ما يكون في باب الاسماء والصفات في رسالته المبهرة المسماة بالرسالة التدمرية

وفيها يقول " أن العلم باسماء الله وصفاته وعلم الغيب لا يحصل إلا بثلاث أشياء
أولا : رؤيته
ثانيا : رؤية المثل
ثالثا : إخبار الثقة

فالكلام علي الله سبحانه وتعالي وأسماءه الحسني وصفاته العلي لا يتم إلا برؤية الله وهذا لم يتم لأحد في دار الدنيا
أو رؤية المثل والله سبحانه وتعالي ليس له مثل أو نظير

فلم يبق إلا إخبار الثقة
وهو هنا إخبار النبي صلي الله عليه وسلم وما أخبرنا به الله تعالي عن نفسه في كتابه العزيز

هذه هي منزلة النقل أو النص

وعلينا أن نحرر العقل من سجنه ونعمله فيما خلق لأجله نفهم به معني كلام الله ورسوله ونطلقه في مشاكل عصرنا ليجد لها حلول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق